المصمّمة ليليان إسماعيل: "المرأة السعودية تحب المجوهرات التي تعكس تراثها وثقافتها"

في عالم يسيطر عليه الإبداع الذكوري، زرعت فتاة بعمر السابعة عشرة حلماً ثابرت في سعيها إلى تحقيقه، واستطاعت أن تحصد ثماره بعد سنوات. دخلت ليليان إسماعيل عالم تصميم المجوهرات، مدفوعة برغبة قويّة في تعزيز دور المرأة في هذا المجال وإيمان أقوى بقدرتها على تحقيق هذه الرغبة. 
في مقابلة خاصة، تأخذنا مصمّمة الأزياء السعودية ليليان إسماعيل في جولة إلى عالمها الإبداعي وتعرّفنا على تفاصيل مشوارها الذي أثمر علامتها التجارية.

 

أخبرينا عن بداياتك ولماذا اخترت تصميم المجوهرات؟

مجوهرات ليليان اسماعيل هي نتيجة شغف مزمن بالتصميم والفنون رافقني منذ الطفولة، ورغبة قوية في تعزيز دور المرأة السعودية في مجال صناعة المجوهرات. في البداية، كنت أسعى إلى اكتشاف الموضة، وأثناء تقديم مشروعي للمرحلة الثانية من دراستي، لفتتني صناعة المجوهرات وحفّزتني فرصة إحداث تأثير في هذا المجال الذي يهمين عليه الرجال.

 

هلا أخبرتنا عن رحلة التصميم بدءاً بالفكرة وصولاً إلى القطعة النهائية؟

البداية تبدأ بإلهام أستمده من التراث والثقافة والتقاليد، ترافقه بعض الأبحاث التي أقوم بها لتطوير مفهومي ورؤيتي لكل مجموعة. بعدها، تبدأ مرحلة الرسم الأولي للفكرة أو المفهوم، تليها مرحلة تثبيت الرسم وتحسينه. بعد الانتهاء من تحديد الرسم، تبدأ المرحلة العملية، من اختيار المواد المناسبة مع مراعاة بعض المعايير كالمتانة والجاذبية الجمالية والاستدامة. وطوال عملية التصنيع، أحرص على المزج بين اللمسات التقليدية والأساليب الحديثة. المرحلة الأخيرة هي مرحلة التدقيق، إذ أفحص كل قطعة بشكل دقيق للتأكد من أنها تلبي معايير علامتي التجارية من حيث الجودة والجمال، قبل أن أقدّمها للعملاء.

 

ما هي المواد التي تفضّلين استخدامها ولماذا؟

هناك مجموعة متنوّعة من المواد التي أستخدمها والتي تحمل سمات فريدة، منها ما هو غير تقليدية مثل الخشب أو العظام أو حتى الشعر. أفضل التنويع في استخدام المواد وعادةً ما أختار تلك التي تتوافق مع مفهومي وتصميماتي، والتي تستحوذ على إعجاب العملاء. 

 

كيف تواكبين أحدث الاتجاهات في هذا المجال؟

أحرص على حضور المعارض التجارية والمشاركة في ورش الأعمال والتواصل مع زملائي المصممين والمهنيين. بالإضافة إلى متابعتي عن كثب لمجلات الموضة ومنصّات التواصل الاجتماعي والمنتديات الخاصة بالمجوهرات عبر الانترنت. ومن خلال مواكبتي لكل جديد، سواء من حيث الاتجاهات أو التقنيات، تبقى تصاميمي عصرية ومواكبة لأحدث صيحات المجوهرات العالمية.

 

ما الذي يميّز تصاميمك عن غيرها؟

مجموعاتي تمزج بين الحِرَف اليدوية التقليدية والجماليات المعاصرة، أي أنها قادرة على تأمين الأناقة الكلاسيكية والذوق الحديث في تصميم واحد. كل قطعة تحمل قصّة عميقة وتخلق رابطاً مع من تمتلكها. 

 

ما هي التحديات التي تواجهك في عملك وكيف تتغلبين عليها؟

كوني رائدة أعمال شابة في صناعة المجوهرات، وجدت في البداية صعوبة في العثور على المصنّعين والمورّدين دون توجيه مسبق. ومع الوقت، بدأت توسيع شبكة علاقاتي من خلال حضور المعارض والمناسبات التي تُعنى بمجال الصناعة، وحرصت على اكتساب الخبرة والتعلّم من ذوي الخبرة في هذا المجال. فضلاً عن ذلك، فإن جائحة كورونا التي ألمّت بنا جميعاً، خلقت المزيد من التحدّيات أمامي، ما دفعني إلى التكيّف من خلال اعتماد المنصّات الرقمية والتجارة الإلكترونية للوصول إلى العملاء. وبفضل التكنولوجيا الحديثة والبيانات، استطعت التقرّب أكثر من حاجة المستهلك وتفضيلاته وقمت بتعديل عروضي. كل هذه العقبات تحتاج إلى المثابرة والقدرة على التكيّف واتباع نهج استباقي. 

 

كيف تصفين ذوق المرأة العربية، والسعودية بشكل خاص، في شراء المجوهرات؟

تمنح المرأة العربية بشكل عام، والسعودية خاصة، أولوية للمجوهرات التي تعكس تراثها وتقاليدها الثقافية، مع حرصها على اختيار القطع العصرية والمواكبة للاتجاهات الحديثة. هي تنجذب إلى التصاميم المعقّدة والفاخرة التي تتكوّن من مواد عالية الجودة كالذهب والماس والأحجار الكريمة. كما تحظى الزخارف والرموز التقليدية التي تعكس جوانب الهوية والتراث بحيّز كبير من اهتمامها.

المزيد
back to top button