اغوتني سكرتيرتي!

أجل، لقد خطَّطتُ لإقامة علاقة حميمة مع سكرتيرتي، ولستُ فخورًا بذلك. فلَم يكن لدَيّ سبَب لأخونَ زوجتي، بل العكس. فزينة امرأة رائعة وسيّدة منزل مُمتازة وأمّ مُتفانية. هل أنّ للروتين دخل بالذي حصَل، أم أنّ راغِدة سكرتيرتي كانت مُثيرة فوق العادة؟ أنا لا أبحث عن أعذار، لكنّني لَم أكن يومًا رجُلاً يكذب ويُخطِّط، ويستعمل أساليب مُلتوية كما أصبحتُ بعد قدوم راغِدة. فقَبلها كان لدَيّ مُنى، سكرتيرة في مُنتصف عمرها وتُجيدُ القيام بعملها بطريقة مُمتازة، إلا أنّها بدأَت تقترفُ الأخطاء خلال عملها لدَي، الأمر الذي تسبّبَ لي بمشاكل عديدة. كنتُ أعلَم أنّها تعاني مِن حالة صحّيّة، لذلك أعطَيتُها تعويضًا لا بأس به وأنهَيتُ عقدها معي. فيحقّ لها أن ترتاح بعد سنوات مِن العمَل الدؤوب. فتّشتُ عن بديلة لها إلا أنّني لَم أجِد أحدًا. أوصَت مُنى بابنة قريبتها قائلة إنّ تلك الصبيّة ستقدّم لي عمَلاً مُمتازًا. وهكذا جاءَت راغِدة ذات يوم حامِلة معها سيرتها الذاتية، ووافقتُ عليها بعد أن أجرَيتُ لها مُقابلة، بسبب توصية سكرتيرتي القديمة... ولأنّها كانت جميلة للغاية! لكن في حينها، لَم أتصوّر أنّ الأمور ستتطوّر بيننا، بل سُرِرتُ فقط أن تكون لي مُساعدة صبيّة وحسنة المظهر. ودليلاً على حسن نيّتي آنذاك، أخبرتُ زينة عن راغِدة ومزَحنا سويًّا عمّا يُقال عادة عن الذي يحصل بين المدراء ومُساعِدتهم.

لكن بعد فترة قصيرة، بدأتُ أشعرُ بانجذاب نحو راغِدة، خاصّة يوم هي تغيّبَت عن العمَل وكان لغيابها وطأة عليّ. فأسرعتُ بالاطمئنان عليها هاتفيًّا، إلا أنّني وجدتُ صوتها ضعيفًا للغاية فعرضتُ عليها أن أجلِبَ لها الدواء، فهي تسكنُ لوحدها في شقّة صغيرة في أعلى مبنى ضخم وقديم. قبِلَت عرضي، فركضتُ كالمُراهق إلى الصيدليّة ثمّ قصدتُ العنوان الذي أعطَتني ايّاه. وحين فتحَت لي بملابس النوم، وقعتُ تحت سحرها. أخذَت راغِدة الدواء ثمّ عادَت إلى فراشها، فلحِقتُ بها وجلستُ بالقرب منها على السرير وأمسكتُ بِيَدها. وبينما هي نظرَت إليّ بعَينيَها الواسعَتين، إتّصلَت بي زينة لكنّني لَم أجِبها، فقد كنتُ مأخوذًا بتلك الصبيّة الجميلة والهزيلة بسبب المرَض. لَم أشعُر بأيّ تأنيب ضمير لأنّني لَم أجِب على الهاتف، ولَم أفكّر أنّ زوجتي وأولادي قد يكونوا بحاجة إليّ لسبب ربّما خطير. فقدتُ عقلي وأنا في تلك الشقّة الصغيرة، ومنذ ذلك اليوم، سكنَت راغِدة عقلي وقلبي على مدار الساعة.

شعرَت زينة أنّ شيئًا تغيّرَ بي، لكنّها لَم تتصوّر أنّ زوجها الرصين والعاقِل والمُحِبّ وقَعَ في غرام صبيّة تعمَل لدَيه، لِذا هي زادَت اهتمامًا بي. لكنّني كنتُ أحلمُ بأن تهتمّ راغِدة بي وليس هي.

بعد فترة مِن العَيش في الأحلام، قرّرتُ أنّ الوقت حان لأعيشَ حبّي مع راغِدة. أجل، أنا الذي صمَّمَ على خيانة زوجتي، فلَم أعُد أتحمّل ذلك الحبّ العذريّ بل أرَدتُ ما هو أكثر. كنتُ أشعرُ أنّ سكرتيرتي تُشاطرني أحاسيسي، فلقد تغيّرَت طريقة لبسها لتصبح أكثر إثارة، وصارَت لها حركات توحي بأشياء لا أستطيع ذكرها.

فذات يوم دعَوتُ راغِدة إلى العشاء طالبًا منها إرتداء فستانًا جميلاً، وقلتُ لزوجتي إنّ عملاء أجانِب قادمون إلى البلد وعليّ أخذهم إلى المطعم، وقد أتأخّر للعودة إلى البيت لأنّنا قد نحضرُ عرضًا فنيًّا بعد العشاء. صدّقَتني زينة، فلِما أكذِب عليها؟ فلَم أفعَل ذلك مِن قَبل.

كانت راغِدة رائعة الجمال، وقضَينا وقتًا مُمتعًا فوق الوصف في ذلك المطعم الجميل. ثمّ أوصلتُها إلى أمام مبناها وهي قالَت لي بصوت مُثير: "ألن تصعد قليلاً؟". لَم أصدِّق أذنَيّ، فلقد تصوّرتُها تقولُ تلك الجُملة مرارًا في أحلامي، فأسرعتُ بالصعود معها إلى مسكنها. هناك، أضاءَت الصبيّة بعض الشموع، وطلبَت منّي أن أخلَع ملابسي بينما هي تذهب إلى الحمّام لتبديل فستانها بملابس داخليّة مُثيرة. فعلتُ كما هي طلبَت منّي وحين هي خرجَت مِن الحمّام... كانت تحملُ في يَدها جوّالها وتأخذُ لي صوَرًا وأنا مُمدّد عاريًا على سريرها! لَم أفهَم ما يحصل إلا بعد ثوان، أيّ بعد فوات الأوان. عندها، إتّجهَت راغِدة نحو باب الشقّة وفتحَته قائلة:

 

- الآن ارحَل... إرحَل بهدوء، فصرخة واحدة منّي ستجلبُ العديد مِن الناس إلى هنا. هيّا، إرتدِ ثيابكَ أيّها القذِر! هل خِلتَ فعلاً أنّ صبيّة مثلي ستُعاشِر خنزيرًا مثلكَ؟ هيّا!

 

إرتدَيتُ ملابسي بسرعة فائقة وخرجتُ مِن الشقّة كالجرذ الحقير. وصلتُ البيت لأجِد زينة بانتظاري، ولدى رؤيتي، هي سألَتني مما أشكو، فكذبتُ عليها طبعًا، قائلاً إنّ العملاء لَم يوقّعوا الاتّفاقيّة مع الشركة. واسَتني المسكينة وخجلتُ مِن نفسي لِدرجة لا توصَف. فكنتُ أعلَم أنّ لولا ما فعلَته راغِدة، لكنتُ معها في سريرها أخونُ زينة. وحين رحتُ وزوجتي للنوم وأطفأنا النور، بدأتُ بالبكاء بصمت لأنّني تصرّفتُ كالأحمق ولأنّ لراغِدة دليلاً على شبه خيانتي. فقد كنتُ عاريًا في تلك الصوَر ولن يُصدّق أحد أنّني لَم أفعل شيئًا. يا إلهي... ماذا تنوي أن تفعله بي راغدة؟ ماذا تُريد؟ مالاً؟ سأُعطيها كلّ ما تطلبه! فآخِر شيء كنتُ أريدُه هو أن تعرفَ زوجتي مدى حقارتي.

لَم أنَم طوال الليل وأنا أفكّر بالذي ينتظرُني في الصباح حين أدخل الشركة. هل كنتُ سأجِد راغِدة أم لا؟ فكنتُ أعرفُ أنّ لا حدود لمِكرها. علِمتُ الجواب لدى وصولي مقرّ عمَلي، فوجدتُ سكرتيرتي جالسة إلى مكتبها تُلقي عليّ التحيّة وكأنّ شيئًا لَم يحصل. للحظة خاطِفة، تخيّلتُ أنّني حلِمتُ بالذي جرى في شقّتها لأنّها تصرّفَت بشكل طبيعيّ. لكنّ اللمعة الموجودة في عَينَيها أكّدَت لي أنّها تُدرك إلى أيّ درجة هي صارَت تتحكمّ في حياتي. طلبتُها إلى مكتبي وقلتُ لها:

 

ـ أيّة لعبة تلعَبين؟ ماذا تُريدين منّي يا راغِدة؟

 

ـ هاهاها... لو رأيتَ نفسكَ البارحة، كَم كنتَ مُضحكًا! هل تُريدُ رؤية صوَركَ؟

 

ـ لا! بالطبع لا! ما هي طلباتكِ يا راغِدة؟ أرجوكِ ألا تتلاعبي بأعصابي فلقد قضَيتُ ليلة صعبة للغاية.

 

ـ وأنتَ مُستلقٍ بجنب زوجتكَ العزيزة؟ المسكينة، لو فقط هي تعلَم ما كنتَ تنوي فعله معي! هل نُريها الصوَر؟

 

ـ لا!!! أرجوكِ يا راغِدة، لا تُدمّري زواجي!

 

ـ أُدمِّرُ زواجكَ؟!؟ أنا؟!؟ بل أنتَ الذي تقرّبتَ منّي، ودعَوتني إلى العشاء طالبًا منّي أن أرتدي فُستانًا جميلاً... أنتَ الذي رافقتَني إلى شقّتي. أنتَ دمّرتَ زواجكَ بنفسكَ أيّها الخنزير! خنزير!!! كلّ ذلك لأنّني أكثر شبابًا مِن زوجتكَ! تُريدُ لحمًا طازجًا، أليس كذلك؟

 

ـ كانت نزوة وليس أكثر، فأنا أحبّ زوجتي ولا أُريدُ أن أخسَرَها. ماذا تُريدين؟!؟

 

ـ لن تعرفَ الآن... لأنّ عليكَ أن تتألَّم، وأن تقضي وقتًا طويلاً في الخوف والهمّ.

 

ـ لماذا؟!؟ ماذا فعلتُ لكِ لتنتقمي منّي هكذا؟!؟ فأنا لا أعرفُكِ سوى منذ وصولكِ إلى الشركة ولقد عاملتُكِ جيّدًا، وأعطَيتُكِ راتبًا يُناسبُ طبيعة عملكِ!

 

ـ ليس عليّ تبرير نفسي. سآتي كلّ يوم إلى هنا وسأجلسُ أمامكِ وكأنّ شيئًا لَم يحصل، إلى حين أجِدُ طريقة أفضل لأذيّتكِ. وحتّى ذلك الحين، أحتفظُ بحقّ إرسال صوَركَ إلى مَن أشاء: زوجتكَ، أولادكَ، مجلس الإدارة وموظّفي الشركة، جيرانكَ... فلن تدري متى سأُقرِّر التصرّف.

 

ـ أنتِ مجنونة!

 

ـ وأنتَ رجُل مُنحط وسافِل! تركضُ وراء الصبايا لإشباع رغباتكَ!

 

ومنذ ذلك الحديث، عشتُ جحيمًا يوميًّا بانتظار اليوم الذي سأُفضَح فيه أمام الجميع وخاصّة أمام زينة زوجتي الحبيبة. مرَّت الأيّام والأسابيع والاشهر، إلى حين فقدتُ رغبتي بكلّ شيء وصرتُ كالتائه المجنون. في البيت كانت الأجواء حزينة ومُتوتّرة إذ أنّ زينة احتارَت في كيفيّة الترفيه عنّي. وعدَم فهمها للذي يحصلُ لي خلقَ لدَيها غضبًا تجاهي، لأنّها علِمَت أنّ هناك أمرًا خطيرًا أخفيه عنها. لكنّها لَم تتصوّر أبدًا أنّ الرجُل الذي اعتبرَته الأفضل في الدنيا هو بالفعل إنسان دنيء.

في أحَد الأيّام قالَت لي راغِدة حين دخلَت مكتبي:

 

ـ أراكَ شاحِب الوجه ونحيلاً... يا للمسكين... هل مِن خطَب ما؟ كيف أستطيع مُساعدتكَ يا مُديري العزيز؟

 

ـ أخرجي مِن مكتبي! دعيني وشأني!

 

ـ أنتَ بحاجة إليّ، فلقد نسيتَ ذلك الموعد المُهمّ مع عميلنا الأجنبيّ... أنا لا أُريدُكَ أن تقَع في خسارة، ففي آخِر المطاف أنا بحاجة إلى الراتب الذي اتقاضاه منكَ. بالمُناسبة، أظنّ أنّني أستحقّ علاوة، أليس كذلك؟

 

ـ علاوة؟

 

ـ أجل، فأنا أعمَل لدى خنزير! هيّا، وقِّع على زيادة في الراتب الفور وإلا...

 

ـ سيأتي يوم وتندمين على ما تفعلينَه.

 

ـ أنتَ لا تُخيفُني على الاطلاق، فلا تستطيع فعل شيء حيال ما أحتفِظ به. أتريدُ رؤية صوَركَ عاريًا؟ لَم أقُل لكَ ذلك مِن قَبل، ولكن أنصحُكَ بالانتساب إلى نادٍ رياضيّ لأنّكَ بالفعل قبيح مِن دون ملابس! كيف تخايَلَ لكَ أنّ صبيّة جميلة مثلي قد تشتهي رجُلاً في سنّكَ وقوامكَ؟!؟

 

ـ سأوقِّع العلاوة، عودي إلى عملكِ!

 

ـ حاضِر، يا مُديري العزيز!

 

وفجأة اختفَت راغِدة. فبين ليلة وضحاها، هي لَم تعُد تأتي إلى العمَل ولَم تُبرِّر غيابها. لَم أجرؤ على الاتّصال بها، فعدَم رؤيتها في الشركة كان أمرًا مُريحًا لي. ربّما هي وقعَت ضحيّة حادث وماتَت؟!؟ أجل، لقد ماتَت وانتهى عذابي أخيرًا! هل قرَّرَ الخالِق إراحتي مِن عذابي عندما رأى كَم أنّني نادم على ما كنتُ أنوي فعله؟!؟

لكنّ راغدة لَم تمُت بل هي سافَرت بعيدًا مع الرجُل الذي تنوي الزواج منه. فاتّضَحَ أنّها مخطوبة، لكنّها لَم تأتِ يومًا على ذكر خطيبها. ما الذي يجري؟

لكن بعد سفَرها بيومَين، بعثَت راغِدة صوَري إلى زوجتي، ووقَعَ شجار عنيف مع زينة انتهى بطردها لي مِن البيت. حاولتُ أن أشرحَ لها أنّ ما تراه في الصوَر هو كلّ ما حصَلَ، وأنّني نادم حقًّا على إنجرافي وراء شهواتي، إلا أنّها حظرَتني على هاتفها وطلبَت الطلاق.

عدتُ إلى منزل أهلي وارتمَيتُ في حضن أمّي العجوز، وانتهى المطاف بي أُخبرُها القصّة بأكملها. ولأنّها إمرأة جدًّا ذكيّة، قالَت لي:

 

- هدَف راغدة لَم يكن المال على ما يبدو، بل الانتقام. وأنتَ تقول إنّكَ لَم تفعل لها شيئًا وإنّكَ لَم تكن تعرفُها مِن قَبل... فلو أنتَ أرغمتَها على ارتكاب الفحشاء معكَ، لَقلتُ إنّها تُعاقبكَ... لا، هناك أمر آخَر... فكِّر يا بُني، فكّر جيّدًا... لماذا تفعلُ راغِدة بكَ ذلك؟

 

شعرتُ أنّ والدتي على حقّ لكنّني لَم أجِد الجواب!

طلّقَتني زوجتي وتقاسَمنا حضانة الأولاد، لأنّها لَم تكن تُريدُ أن يتربّوا مِن دون أب. صرتُ رجُلاً مكسورًا تمامًا ولَم يعُد يهمّني شيء، ولولا أولادي وأمَلي برؤيتهم كلّ أسبوع، لأنهَيتُ حياتي.

بعد حوالي السنة، وبعد أن حاولتُ مرّات لا تُحصى استرجاع زوجتي، وبعد أن فقدتُ والدتي العزيزة، وصلتُ إلى نقطة اللاعودة نفسيًّا وجسديًّا. فتدهوَرَت صحّتي لدرجة أنّني خسرتُ عمَلي كمدير. أعطوني تعويضًا لا بأس به وأنهوا عقدهم معي. شعرتُ بالخذلان بعد أن قدّمتُ سنوات لا تُحصى في إدارة مصالحهم، فكيف لهم أن يتخلّوا عنّي وأنا في حالة دقيقة ومرحلة صعبة مِن حياتي، بدلاً مِن أن يقِفوا إلى جانبي ويدعموني تقديرًا لجهودي! كان بإمكانهم إعطائي إجازة مرَضيّة وحفظ وظيفتي لي إلى حين أتحسّن! مهلاً... مهلاً... ألَم أفعَل الشيء نفسه بمُنى سكرتيرتي القديمة؟ فلقد تخلّصتُ منها بعد أن كانت إلى جانبي طوال مسيرتي المهنيّة... أنهَيتُ عقدها تمامًا كما تمّ إنهاء عقدي! المسكينة... ماذا شعرَت حينها؟ بالخذلان بالتأكيد. لكنّها لَم تكرهني كثيرًا، فهي أرسلَت لي راغِدة بدلًا منها. يا إلهي... هي التي أرسلَت لي الصبيّة الجميلة والجذّابة التي دمّرَت حياتي! هل يُعقَل أن تكون مُنى وراء تلك الخطّة الدنيئة؟!؟ لا، فتلك المرأة كانت رصينة وعاقِلة. لكن أنا الآخَر كنتُ عاقِلاً ورصينًا، وكنتُ على وشك خيانة زوجتي مِن دون تأنيب ضمير.

أخذتُ الهاتف واتّصلتُ بمُنى لأوّل مرّة منذ رحيلها مِن الشركة. أدركتُ أنّني لَم أسأل عنها يومًا، فخجِلتُ مِن نفسي كثيرًا لكنّني وجدتُ القوّة لأسألها بعد أن ألقَيتُ التحيّة عليها:

 

ـ ما الذي فعَلتِه بي يا مُنى؟!؟

 

ـ وأخيرًا فهِمتَ ما حصَل؟ خلتُكَ أذكى مِن ذلك. لقد فعلتُ لكَ ما فعلتَه لي، لكن بأسلوب مُختلِف، فأنا لستُ مُديرة كبيرة مثلكَ. أثناء عمَلي لدَيكَ، لاحظتُ مرارًا كيف تنظرُ إلى الموظّفات والعميلات، وفهمتُ أنّكَ لا تستحِقّ زوجتكَ. الإيقاع بكَ كان سهلاً للغاية، أسهَل مِمّا تصوّرتُ. قبِلَت راغِدة على الفور لعِب الدور لأنّها تكرَه الرجال أمثالكَ، وهي استفادَت مِن راتبها وعلاوتها للتحضير لزواجها وسفَرها. قُل لي، هل فهِمتَ أخيرًا ما يشعرُ به مَن أزيحَ مِن عمله بسبب بعض الأخطاء والمرَض؟ فطردُكَ لي أساءَ كثيرًا إلى صحّتي ومعنويّاتي لأنّني قدّمتُ كلّ شيء لكَ وللشركة: ساعات عمَل إضافيّة وجهوزيّة تامّة ليلاً نهارًا. لقدَ حصَدتَ ما زرَعتَه، يا عزيزي. أعلَمُ أنّ انتقامي كان قاسيًا، لكن في الحرب كلّ الأسلحة مسموحة. على كلّ الأحوال، لو كنتَ رجُلاً شريفًا ووفيًّا لَما وقعتَ في الفخّ كالمُراهِق، فلا تلعَب اليوم دور الضحيّة!

 

حاورته بولا جهشان

المزيد
back to top button