الذهب في زمن التقلّبات: هل هو وقت الشراء أم البيع؟

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتذبذب الأسواق العالمية، يعود الذهب إلى الواجهة كأحد أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين. فمع تزايد المخاوف من التضخم وتراجع الثقة في بعض العملات، يتّجه الكثيرون إلى الذهب كأداة لحماية القيمة على المدى الطويل. 

وأمام هذا الوضع الاقتصادي المقلق، يبقى السؤال مطروحاً: هل هذا هو الوقت المناسب لشراء الذهب أم لبيعه؟

 

 

ذهب يتجاوز حدود الزينة

لم يعد الذهب مجرّد زينةٍ تُزيّن الإطلالات الراقية، بل تحوّل إلى ركيزةٍ استثمارية تحفظ الثروة وتقاوم تقلّبات السوق. فمنذ قرون، ارتبط هذا المعدن النفيس بفكرة «الأمان المالي»، إذ نادراً ما فقد بريقه في مواجهة الأزمات أو التضخّم أو تغيّر أسعار العملات.

فان كليف أند أربلز Van Cleef&Arpels

 

ما الذي يحدّد سعر الذهب اليوم؟

وراء كل غرامٍ من الذهب توازن دقيق بين عوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة.

  • السياسات النقدية العالمية: قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة أو احتياطي الذهب تؤثر مباشرة على قيمته.
  • قوة الدولار الأمريكي: غالباً ما تتحرّك أسعار الذهب عكس اتجاه العملة الخضراء.
  • التوترات الجيوسياسية: كل أزمة أو نزاع يعزز الطلب على المعدن كملاذ آمن.
  • الطلب في الأسواق الفاخرة: من الهند إلى الشرق الأوسط، يظل الإقبال على الحليّ الذهبية مؤثراً رئيسياً، حتى مع ارتفاع الأسعار.

كارتييه Cartier

 

الذهب كاستثمار ذكي

يؤكد خبراء الاقتصاد أنّ الذهب يكتسب قيمته الحقيقية على المدى الطويل، لا في المضاربات القصيرة. ولهذا، يُنصح بأن يشكّل بين 5% و10% من المحفظة الاستثمارية، كوسيلة تحوط تحفظ التوازن في زمن عدم اليقين. فالمكاسب لا تأتي بالسرعة نفسها التي تلمع بها المجوهرات، لكنها أكثر رسوخاً واستقراراً.

 

خزان للقيمة وجسر نحو المستقبل

الذهب لا يصدأ ولا يشيخ. إنه إرثٌ يتناقل بين الأجيال وقيمةٌ تزداد رسوخاً كلما تغيّر وجه العالم. سواء ارتديته كقطعةٍ من الفخامة أو احتفظت به كاستثمار، يبقى الذهب مرآةً للثقة في المستقبل، وقيمة ثابتة في زمن التقلّبات.

بولغري Bvlgari
المزيد
back to top button